جهود المملكة في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا

المدينة المنورة - واس

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة يوم الأحد 25 جمادى الآخرة 1442هـ الموافق 7 فبراير 2021م، ندوة "جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا"، التي تنظمها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن بعد، بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، وإمامي وخطيبي المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، وفضيلة الشيخ عبدالله بن عواد الجهني.

وفي بداية الندوة رفع سمو أمير منطقة المدينة المنورة أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، على موافقته الكريمة لإقامة الندوة التي تُسلط الضوء على جهود المملكةِ في خدمةِ المُعتمرين والزائرِين خلال جائحةِ كورونا.

وبين سموه أن هذه البلاد دأبت منذ توحيدِها على يدِ جلالة الملكِ المؤسسِ طيب اللهُ ثراه، وصولاً إلى العهد الحالي الزاهر على إيلاءِ الحرمين الشريفين، وقاصديهما من حجاجٍ وزوارٍ ومعتمرين، فائق الرعاية والعناية والاهتمام، وحرصت على توفير كل ما من شأنه ضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم، ولذلك اتخذت المملكة في بداية ظهورِ الجائحة قراراً مسؤولاً بتعليق العُمرة وزيارة الحرمين الشريفين، في خطوةٍ استباقيةٍ، أثبتت نجاحها في منعِ انتشارِ الوباء بين المسلمين حول العالم، في وقتٍ تمكنت فيه الجائحة من كثيرٍ من دول العالم.

وبين سموه أن المملكة استمرت في إصدار عددٍ من الإجراءاتِ الاحترازية الاستباقية، من بينها منع التجول للحفاظ على الصحة العامة للمواطن والمقيم، وحققت ولله الحمد نتائجَ إيجابيةً في الحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه، بأقل تأثيرٍ على مجريات الحياة العامة، وبتضافر جهود الجهات الحكومية والأهلية والخيرية في كافة مناطق المملكة.

وعرج سموه خلال كلمته على تجربة منطقة المدينة المنورة في التعامل مع الجائحة، حيث اتُخِذت العديد من الإجراءات الوقائية والاحترازية، بالتزامن مع بدء الجائحة في ضوء ما صدر من توجيهاتٍ كريمةٍ، جعلت المحافظة على سلامة الإنسان قبل أي شيء، وبالتالي كان لها بالغ الأثر في السيطرة والحد من تفشي الوباء، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ عدة برامج ومشاريع صحية واجتماعية ساهمت في تحقيق النتائج المرجوة.

وأضاف سموه أنه منذ منتصف شهر ربيع الأول من العام الحالي، تم اعتماد قرارٍ بإلزامية إبراز ما يُثبت الحالة الصحية عبر تطبيق (توكلنا) كشرط للدخول للمنشآت الحكومية والخاصة.

وعلى صعيد المشاريع الصحية، أوضح سموه جهود وزارة الصحة وقياداتها في تعزيز أداء القطاع الصحي بالمنطقة من خلال تدشين حزمةٍ من المشاريع الجديدة لمجابهة الجائحة، شملت تشغيل المرحلة الأولى من مستشفى المدينة المنورة بسعة 200 سرير، وإنشاء مستشفى ميداني تابعٍ له بسعة 100 سرير، وإنشاء مستشفى ميداني بسعة 100 سرير، منها 20 سريراً للحالات الحرجة، مجهز بأحدث التجهيزات الطبية، وتم تسمية المستشفى باسم الممرضة (نجود الخيبري) تقديراً لجهودها رحمها الله تعالى، حيث تُوفيت بعد إصابتها بالفيروس أثناء عملها في الميدان، ورفع السعة السريرية بالمستشفيات الحكومية والأهلية بالمنطقة، خاصةً غرف العناية المركزة لاستيعاب المصابين بالفيروس المحتاجين للرعاية الطبية الفائقة وافتتاح مركزٍ للفحص المُوسع، بقدرة إجمالية تبلغ 7 آلاف مسحة يومياً، وافتتاح مختبرٍ متنقل، بقدرة إجمالية تصل إلى 10 آلاف فحص يومياً.

بعدها ألقى سماحة مفتي عام المملكة كلمة، تلا ذلك كلمة لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بعنوان "جهود الرئاسة في تمكين المعتمرين والزائرين من أداء المناسك وسط منظومة متكاملة من الخدمات).

وحول الخدمات الصحية في الحرمين الشريفين ألقى معالي وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة كلمة بعنوان "الخدمات الصحية في الحرمين الشريفين عناية فائقة ورعاية كريمة".

بعدها ألقى معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن كلمة بعنوان "التقنية الحديثة والتطبيقات الذكية ودورها في تسهيل العمرة والزيارة"، وقال معالي مدير الأمن العام الفريق أول الركن خالد بن قرار، خلال مشاركته في ندوة (جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا: بعد صدور أمر سمو وزير الداخلية رئيس اللجنة العليا للعمرة بتشكيل لجنة تنفيذية ميدانية دائمة برئاسة وزارة الداخلية، ممثلةً في الأمن العام والجهات المعنية وهي: (وزارة الحج والعمرة، الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ورئاسة أمن الدولة) والتنسيق مع جهات الاختصاص بما يضمن تحقيق السلامة والأمن والاطمئنان على المعتمرين، وفق مراحل التنفيذ، بما في ذلك الاستعداد والتهيؤ لاستقبال الحجاج القادمين من خارج المملكة عبر محطات الوصول والتعامل معهم، اتخذت اللجنة من مركز عمليات الحرم مقراً لها، وأعدت خطة ميدانية بذلك.

عقب ذلك توالت المشاركات من المشاركين الذين أكدوا على ضرورة الاستفادة من هذه الندوات في مثل هذه الأزمات والكوارث لا سمح الله.

وفي ختام الندوة أعلن البيان الختامي والمتضمن التتابع في إبراز جهود المملكة العربية السعودية خلال جائحة كورونا في كافة المجالات وخصوصاً فيما يتعلق بالحرمين الشريفين وقاصديهما، وإعداد الموسوعة الشاملة الورقية والرقمية عن جهود المملكة العربية السعودية خلال جائحة كورونا داخل الوطن وخارجه، وإقامة مؤتمر عالمي برعاية المملكة العربية السعودية للحديث عن جائحة كورونا والدروس المستفادة، وإعداد مشاريع بحثية وكراسي بحث أكاديمية عن الجهود وآثارها، صادرة من محاضن العلم، وطرح الموضوعات لرسائل الماجستير والدكتوراه، وحث الباحثين على إيلاء الجوائح ولا سيما جائحة كورونا في أطروحتهم العلمية، وإقامة ندوة كبرى تنبثق عنها حلقات نقاش لبحث موضوع (ماذا بعد الجائحة؟).

كما تضمن البيان إدراج جهود المملكة العربية السعودية خلال الجائحة في المناهج الدراسية، لتشهد الأجيال النجاح المتحقق، وإعداد مشروع إعلامي معرفي يعنى بالأفلام الوثائقية، واستثمار وسائل التواصل المتعددة لإبراز الجهود وترجمتها لعدة لغات، كما يتم إعداد مادة إعلامية موجهة لشركات تنظيم العمرة والزيارة عن الإجراءات الاحترازية في المملكة ودعمها بإصدارات مترجمة باللغات، موجهة للمعتمرين في الخارج، ونقل تجربة المملكة في جائحة كورونا إلى الدول التي يكثر قدوم المعتمرين والزوار منها، لتحقيق أقصى وقاية ممكنة قبل التوجه للمملكة، ونقلها إلى العالم بعدة لغات.

وأكد البيان على حث الجهات ذات العلاقة بالعمرة والزيارة لإصدار أدلة تنظيمية وإرشادية للطوارئ والأزمات، وتوحيدها في قوالب رقمية للاستفادة من تجربتها في جائحة كرونا، وتتابع الجهود للعناية بإدارات الطوارئ والكوارث، وإنشاء مراكز لمكافحة الأوبئة والعدوى، ومراكز عمليات مشتركة بينهم، والاهتمام بإدارات التفويج والحشود، وإطلاق مشروع الإعلام والإعلام المضاد في الأزمات والكوارث، وإنشاء غرف العمليات الإعلامية في الجهات لكي تحلل وتطور الرسالة الإعلامية المؤثرة والمطمئنة للنفوس، إضافة إلى ضرورة استثمار التقانة واستبدال الخدمات ونقلها من الواقع الاعتيادي إلى الواقع التقني، واستثمار الذكاء الاصطناعي، ودعم المنصات والتطبيقات الرقمية، وأهمية قيام الجهات الحكومية بتحويل خدماتها إلى العالم الرقمي.

ولفت البيان إلى تعزيز التوعية الاجتماعية بإقامة حملة توعوية تشارك فيها كل الجهات وتتضمن نشر الأدلة والقواعد الإرشادية المتعلقة بفيروس كورونا، وتكثيف الشراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص لتكوين أنماط جديدة من وصول الخدمات إلى المستفيدين، ومنح الفرص للقطاع الثالث الخيري وفق التعليمات والأنظمة للمشاركة في ما يمر به المجتمع من أحداث، والتأكيد على الالتزام بالعمل المنظم لإجراءات العمرة والصلاة في الحرمين الشريفين ودعمها، وطرح بريد إلكتروني لكل من أراد تقديم مبادرة كبرى ودعمها إسهاماً منه في خدمة الحجاج والمعتمرين من الفكرة وآلية تطبيقها وطرق تنفيذها، والالتزام التام بالتعليمات الأمنية التي تعنى بتحقيق المحافظة على الأمن والنظام العام، واستمرار كافة الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة والتجارية في اتباع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.كما شمل نص البيان ضرورة الحرص على الاستفادة من الجائحة "وماذا بعد" في الاستمرار بالتقيد بالإجراءات الاحترازية والحزم في تطبيقها، وأهمية تطوير البنية التحتية في استثمار التقنية والتحولات الرقمية في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين، والإعلان عن جائزة للجهات والأفراد، وأفضل عمل علمي وبحثي قدم خلال الجائحة، وإبراز جهود المملكة العربية السعودية في هذا المجال.