باكثير يختار «أم القرى» لأشعاره


اختار الأديب المصري علي أحمد باكثير جريدة أم القرى لينثر عبرها أجمل أشعاره في الثلاثينيات الميلادية من القرن الماضي، وطالع القراء في السعودية والعالم العربي أحدث قصائده عن المجد والعروبة والشجاعة عبر جريدة المملكة الرسمية.
وفي العدد الـ 452 الصادر بتاريخ 19 ربيع الآخر 1352هـ، نشرت «أم القرى» قصيدة «صواعق في الهيجا سحائب في الندى» التي كتبها مستنشقاً هواء الطائف العليل، والتي روى عبر أبياتها الطويلة حال العرب، والآمال الضائعة والطموحات الصعبة التي عاشوها، حتى جاء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وسعى لتوحيدهم واستنهاض هممهم، إذ يقول في قصيدته:

ومهما يكن ذنب الزمان فإنه
                   بآل سعود جاءنا يتنصل
هم الأمل الباقي لنهضة يعرب
                   ومعقلها إن يبق للعرب معقل
هم علموا الأقوام أن ليعرب
                   سيوف مضاء بعد لا تتفلل
هم علموا الأقوام أن ليعرب
                   جبال حلوم بعد لا تتزلزل
هم علموا الأقوام أن ليعرب
                   نوابغ مثل النسر أو هي أهول
بدور على أفق المعالي وأنجم
                  وشمسهم عبدالعزيز المكلل

وعادت «أم القرى» مرة أخرى في عددها الـ 468 الصادر بتاريخ 13 شعبان 1352هـ، لتنشر قصيدة مكونة من 120 بيتاً لعلي أحمد باكثير صاحب الملحميات الشعرية والنثرية بعنوان «تحية سيد العرب وعاهلها الأكبر».. يقول في بعض أبياتها:

ماذا يقول لسان الشعر عن ملك
                   الشاء في عدله والطلس تصطحب
تراه كالطود من حلم وهمته
                   في لا نهائي أفق المجد تضطرب
كالأرض تحسبها الأبصار جامدة
                   وسيرها في مدارات الفضا خبب
لا تعذلوه إذا لج السماح به
                   فكيف تقدر ألا تمطر السحب
إن الذي ترك الآساد تشبهه
                   في البأس أنشأه كالغيث ينسكب